الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية راشد الغنوشي: تونس دولة مسلمة وليست علمانية..النهضة عوقبت وقد تغيّر اسمها..وشركاءها خسروا كل شيء

نشر في  01 أفريل 2015  (12:56)

أدلى الشيخ راشد الغنوشي حوار لإحدى وكالات الأنباء العالمية جاء فيه مايلي...
إثر عمليّة باردو الإرهابية التي حدثت يوم 18 مارس 2015 وبالتزامن مع طرح قانون مكافحة الإرهاب الجديد للنقاش، أسئلة عديدة تطرح بشأن الأخطار المحدقة بالتجربة الديمقراطية في تونس. في هذا السياق يندرج هذا الحوار مع الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الذي أجراه مندوب «كونراد بيدزواتر».
«تونس هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم  العربي» شعار يمكن قراءته على أكثر من جدار و في أكثر من مكان بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس فالرسوم الحائطيّة المنتشية بالألوان تعكس شعورا بالفخر والإرتياح للواقع السياسي الجديد لدى أغلبية التونسيين بعد أربع سنوات من الربيع العربي. و برغم إرساء قواعد صلبة لديمقراطية جديدة فإن مسار الإنتقال الديمقراطي في البلاد كانت و لازالت تهدده أخطار كبيرة أبرزها على الإطلاق الحركات المطرفة و السلفية التي تستهدف القضاء على الديمقراطية.
و بالرغم من الصعوبات العديدة نجحت تونس في إرساء ديمقراطية بقواعد صلبة نابعة من الدستور الجديد و تحرسها هيئات دستورية و لكنها أيضا نتيجة حتمية لخيارات إتبعتها حركة النهضة القوة السياسية الأولى في البلاد بعد إنتخابات 23 أكتوبر 2011 في سبيل تحقيق أهداف الثورة وإنتاج نموذج لديمقراطية ممكنة وسط أنظمة عربية أوتوقراطية.
في الحوار التالي مع الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة نسلط الأضواء على عدد من هذه الخيارات، في فترة صعبة تفصل بين إنتخابات تشريعية و إنتخابات رئاسية و في ظل عدم مساندتها لأي مترشح للرئاسيات و دعوتها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية كانت فيما بعد طرفا فيها بقيادة حبيب الصيد بالإشتراك مع حركة نداء تونس بعد أن أصبح السبسي أول رئيس منتخب للبلاد.
 أفرزت إنتخابات 23أكتوبر 2011 حركة النهضة كقوة سياسية أولى في البلاد في المقابل أفرزتها إنتخابات 2014 القوة الثانية، لماذا تراجعت الحركة برأيكم؟
كانت تلك نتائج تجرببة الحكم التي إرتكبنا فيها بعض الأخطاء و لكن إنتظارات التونسيين بعد الثورة كانت كبيرة أيضا و لم يكن أي طرف سياسي يستطيع تلبيتها لذلك لم نحقق كل وعودنا الإتخابية فعاقبنا الناخبون جزئيا.

هل عوقبت النهضة بقسوة أم جزئيا؟
أعتقد أننا عوقبنا جزئيا، و خسرنا نحو 20% من قاعدتنا الإنتخابية ولكن شركاءنا في الترويكا خسروا كل شيء، خسرنا نحو ثلث أصواتنا ولكن في المقابل خسر كل من التكتل و المؤتمر من أجل الجمهورية كل قواعدهم و دفعوا باهضا ثمن مشاركتهم في الحكم خلال الفترة الإنتقالية.
بعض التونسيين يحاسبوننا على النوايا وبعضهم يعتبرنا غير جديرين بالثقة، و لكننا قمنا بمراجعات و سنواصل القيام بها.
لماذا قررتم عدم تحمل أي منصب في الدولة؟
 فعلت كذلك حتى لا أغرق البلاد في إستقطاب ثنائي بين إسلاميين وعلمانيين. إذا قدمت نفسي كمرشح للإسلام السياسي، فسيغرق المشهد في حالة إستقطاب ثنائي لن تخدم إنجاح مسار الإنتقال الديمقراطي لذلك قررت منذ البداية تجنب سيناريو أي مواجهة بين اسلاميين وعلمانيين.
ولكن في نفس الوقت، حركة النهضة إحدى أهم مكونات المشهد السياسي في البلاد؟
لذلك السبب قررنا الوقوف على الحياد وعدم مساندة أي مترشح للرئاسية لتجنب السيناريو المصري.
هل هناك ما يمكن أن يغير موقفكم هذا؟
لا..
ماذا يعني أن تكون في فس الوقت رئيسا لواحدة من أكبر الحركات السياسية و في نفس الوقت منخرطا في تسيير الشغل اليومي للنواب في البرلمان؟
لست معزولا، و لكنني في نفس الوقت لست وحدي من يسير كل شيء، هناك أشخاص آخرين في الحركة يقومون بأدوار مختلفة. أحاول دائما منح فرصة للشباب و تشجيعهم على تولي القيادة.
ماهي مفاتيح و أسرار القاعدة  الشعبية لحركة النهضة؟
النهضة لا تمثل طبقة إجتماعية بل هي مزيج لأفراد من عدة  طبقات و من عدة جهات، لدينا الفقير والغني و كلهم أعضاء.
ماهي أسرار تحقيق النهضة لذلك الفوز الباهر في أول إنتخابات بعد الثورة؟
النهضة كانت أكبر ضحية للنظام، لذلك كان من الطبيعي أن يكون في صفوفها أكثر من تعرضوا للهرسلة و التعذيب طيلة 25 سنة.
كيف إستطاعت النهضة بناء مؤسساتها الحزبية الناجعة بسرعة بعد الثورة؟
هذا يعود إلى إعتراف الناس بما قدمته حركة النهضة طيلة عقود الدكتاتورية في سبيل تحرير هذا الشعب.
هل النهضة حركة أم حزب سياسي؟
الإثنان، إلى وقت قريب كنا حركة إجتماعية أما اليوم فنحن حزب سياسي، ربما سنقوم بالفصل قريبا بين الحركة و الحزب السياسي في مؤتمر النهضة القادم الذي سيعقد في صائفة 2015. هذا سيكون أحد المواضيع المهمة في المؤتمر القادم.
لماذا يعتبر هذا الموضوع إشكالا مهما؟
عدد من قيادات وأعضاء النهضة حاليا يشعرون بأن السياسي يطغى على المشروع، تلك هي السياسة عموما و لكن مجتمعنا في حاجة إلى أنشطة إجتماعية و دينية و ثقافية أيضا.
في حالة المزج بين الإثنين سيطغى السياسي بالضرورة و سيهمش الديني والإجتماعي و الثقافي، يجب التركيز على المجتمع لا على السلطة و الحكم.
هل هناك برنامج للفصل بين المؤسسات التي تعالج هذه القضايا؟
نعم، إذا قررنا الفصل بين الإجتماعي و الثقافي و السياسي، من المتوقع إرساء هياكل تنكب على الإشتغال على هذه الهواجس.
هل سيتغير الإسم من حركة النهضة إلى حزب النهضة؟
نعم، من الوارد تغيير الإسم.
ماذا عن الجناح الدعوي في الحركة حاليا و مستقبلا؟ هل سيقع فصل هذا الجناح؟
نحن حاليا نناقش هذا الموضوع، هل نفصل بين الدعوي و السياسي أم نبقي على المزج بين التوجهين.
هل من الضروري الفصل بينهما؟
يمكن الفصل بين الخطين، هناك سيناريوهات عديدة وروابط عديدة بين الخط الدعوي و الخط السياسي في الحركات الإسلامية. بعض الحركات تبقي عليهما معا و البعض الآخر يفصل بين الخطين ففي المغرب و الأردن مثلا تم الفصل بين الدعوي و االسياسي.
في كتاباتك منذ 1990 هناك حديث عن دولة إسلامية، هل مازال ذلك مطروحا اليوم؟
أظن أن ذلك النموذج مازال قابلا للتطبيق بل أعتقد أن الدولة التونسية هي دولة مسلمة و ليست علمانية. دستورنا الجديد قام على قواعد الإسلام و الحريات، الإسلام و الحداثة و الإسلام و الديمقراطية.